الأحد، 6 مايو 2018

ابرز اسباب انهيار تنظيم الدولة الاسلامية - داعش -


هناك ميزتان أساسيتان أرادهما داعش ليتميز بهما عن غيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى، كالقاعدة والنصرة، وأن تكونا سبب قوته وهيبته في العراق وسوريا؛ فأصبحتا مع مرور الأيام مصدر ضعفه وانحساره وخسارته ، وهما :


الميزة الأولى : إنه تنظيم متوحش ...

معاناة ابناء الموصل

يتصف سلوك عموم الجماعات الإسلامية الا إسلامية بالتطرف والغلو والشدة والغلظة، سواء مع أعدائها أو مع المنشقين عنها. ومع ذلك فأنها تظهر خطابا إعلاميا لينا أمام الرأي العام، ولا تحاول أن تعكس ذلك التطرف والإرهاب الباطني إلا عند الضرورة القصوى، خشية أن تفقد تأييد جماهيرها، فالعنف مهما كان مبررا يظل مرفوضا عند الآدميين.
ولكن تنظيم داعش انفرد عن تلك الجماعات وامتاز عنها بأعلانه صراحة أن الإرهاب والقتل وتعذيب الأسرى وسبي الناس وتجنيد الأطفال وسرقة الأموال وتدمير الآثار هي ديدن هذا التنظيم وروحه ولا مناص من (التوحش) وقطع الرؤؤس؛ وان جميع هذهِ الامور والافعال التي قام بها تنظيم الدولة الاسلامية بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي وعن سنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).

الميزة الثاني : انه تنظيم يفتقد الى القادة والعلماء ...

ابرز قادة داعش المقتولين


كان التنظيم منذ بداية تكوينه يعتمد على بعض الاسماء من حيث التهريب وسيطرته على عناصره وجذب وخداع وجر الشباب المسلم باسم الدين الى هذا التنظيم .
وبسبب الكثير من العوامل فقد التنظيم قادته ، فبعضهم قتلوا والبعض الاخر سلموا انفسهم الى القوات الامنية ، ومن سنحت له الفرصة قام بالهروب من التنظيم بعدما كشف مخططات التنظيم بابتعاده عن مبادء الدين الاسلامي وبان داعش لا يرتبط باي شكل من الاشكال بمفاهيم الدين الاسلامي.
ومن ناحية اخرى ضعف القدرة الدينية لدى علماء الدولة الاسلامية الذين كانت الدولة الاسلامية تعتمد عليهم في تطبيق تعاليم الدين الاسلامي ، والملاحظة المهمة والتي يجب التركيز عليها فان اكثر من 85 % من علماء الدين الذين انخرطوا في صفوف داعش لا تتجاوز اعمارهم 33 سنة .
فهل من المنطق والعقلانية بان تشرع وتفسر وتحلل الدين الاسلامي بهذهِ الفئة العمرية الصغيرة .؟؟؟
المئات من عناصر داعش يسلمون انفسهم

خلاصة ما يمكن قوله مما تقدم أن تنظيم داعش لم يكن يوما ما تنظيما عقائديا بمعنى إيمان التنظيم بالأفكار الدينية التي يطرحها ويروج لها، بل كان تنظيما (تجميعيا) تشكل من الجاهلين (نفعيين) ومتطرفين (انتقاميين)؛ أراده قادته أن يكون سيفا حادا لضرب الأحزاب والتنظيمات الدينية التي لم تنجح في كسب تأييد الشارع العربي وبالخصوص العراقي والسوري من جهة، ووسيلة فعالة للسيطرة على حكم العراق والشام ويعود كل هذه الامور الى المنافع الشخصية والرغبات الدنيوية ، ولعل هذا هو التفسير الأقرب إلى الصواب، الذي سيبرر هزيمة داعش وعقيدتها المزعومة.


0 التعليقات:

إرسال تعليق