الثلاثاء، 15 مايو 2018

موقف الإسلام من التطرف والإرهاب - الجزء الاول -


الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها


والتطرف أحد اشكال الفتنة الواجب تركه تركا للعقل والتحلي بالايمان.

التعريف اللغوي للتطرف : لم ترد كلمة التطرف في الكتاب والسنة ، وليس له أصول شرعية ، بل استعمل للتعبير عن مفهوم ( الغلو في الدين ): والتطرف الوقوف في الطرف بعيدا عن الوسط ( تجاوز حد الاعتدال ) كما عرفه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ، وموضوع التطرف قد يكون فكريا أوسلوكيا ، وهو يختلف عن التدين : وهو الالتزام بأحكام الدين والسير على منهاجه ، وهو مطلوب ومرغوب فيه ، يعود بالخير والفلاح على أصحابه ، وعلى المجتمع ( فهم صحيح لنصوص الديــن والتمســك بالتعاليــم الدينية والقيم الاخلاقية.
والغلو: الارتفاع في الشيء ومجاوزة الحد فيه ، ومنه قوله تعالى: ( لا تغلوا في دينكم ) (1)
وقال ابن الاثير: « أياكم والغلو في الدين. واصل الغلاء: الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شيء ، يقال غاليت الشيء بالشيء اي جاوزت فيه الحد.
ولقد ورد لفظ الغلو في القرآن الكريم في وصف التطرف وقد نهى الله عنه في قوله تعالى: ( يا اهل الكتاب لا تغلّوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق ) صدق الله العظيم (2)
وقال تعالى ( قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيرا وضلّوا عن سوآء السبيل ). (3)
ودعا الله تعالى في كتابه العزيز الى الاستقامة والتمسك بها ، وعدم الغلو في الدين ، قال تعالى : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير ).  (4)
وقال تعالى: ( ومن يتعدّ حدود الله فأولئك هم الظالمون ) (5) وتعدي الحدود يعني التجاوز ، والحدود هي النهايات لكل ما يجوز من الامور المباحة المأمور بها وغيرالمامور.

1ـ تاج العروس من جواهر القاموس ، محمد بن عبد الرزاق الزبيدي ، دار الهداية ، ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم.
2ــ سورة النساء ، آية 171.
3ـ سورة المائدة ، آية 77.
4ـ سورة هود ، آية 112.
5ـ سورة البقرة آية 229.

0 التعليقات:

إرسال تعليق